تتدعم الشبكة الوطنية للطرق اليوم بامتداد جديد، على مسار الطريق السيار شرق - غرب الذي سيعرف تسليم أهم مقطع من شطر الوسط لحركة المرور، والذي يعد بوابة الشرق الجزائري، إذ سيتنفس سكان شرق البلاد الصعداء، وتنتهي معاناة المارة عبر مسار تيجلابين وبني عمران وعمال ومخانق الأخضرية، التي "خنقت" مستخدميها لعدة سنوات في ظل المنحى التصاعدي الذي اتخذته الحظيرة الوطنية للسيارات، إذ بفتح الطريق السيار بين ترابي ولايتي بومرداس والبويرة، سيمكن للجزائريين أن يتنقلوا من غرب البلاد تلمسان الى شرقها بقسنطينة خلال ست ساعات فقط.
يسلم اليوم وزير الأشغال العمومية عمر غول، لحركة المرور مقطعا جديدا من الطريق السيار بين الأربعطاش بولاية بومرداس والأخضرية بتراب ولاية البويرة على مسافة إجمالية بطول 37كلم، وبعد تعليق المرور عبر المسار الوحيد الذي سبق تسليمه لحركة المرور شهر نوفمبر الماضي لدواعٍ أمنية، سيتم تسليم هذا المقطع في الاتجاهين أمام حركة المرور، ليتم القضاء بذلك على أكبر نقطة سوداء كانت تطبع حركة تنقل الأشخاص والبضائع في اتجاه الولايات الشرقية للبلاد، ومعلوم أن هذا المسار في هذه المنطقة التي تعد بوابة الشرق يعد الأكثر تعقيدا في شطر الوسط من الناحية الجيولوجية بالنظر إلى طبيعة التضاريس والتربة المميزة لجبال بوزڤزة.
ضمان السيولة في حركة المرور، ودعم حركة تنقل البضائع والمبادلات التجارية التي تميز هذه الجهة في البلاد، دون إغفال حركة الأشخاص حتى ولو كانت على مدى إجمالي يقدر بـ37 كلم فقط فالأمر لم يكن بالشيء الهين واليسير، بالنظر إلى مجموعة من المؤشرات، فطبيعة التربة الهشة وحركتها استدعت الاستعانة ببناء 110 منشأة فنية من بينها 15 جسرا عملاقا بطول 4 كلم ، و4 أنفاق بطول إجمالي 5 كلم. كما استدعت هذه البنية التحتية وضع 6 ممرات سفلية وعلوية ، و89 منشأة مائية ومحول واحد.
وتأكيدا للسلامة الأمنية، لهذه المنشأة، التي تأتي استكمالا لتسليم أهم مشروع عرفته الجزائر ، ويتعلق الأمر بمشروع الطريق السيار شرق - غرب، فقد حرصت الوكالة الوطنية للطرق السيار بالتنسيق مع مصالح الحماية المدينة على إجراء حادت افتراضي داخل الأنفاق للتأكد من فعالية ونجاعة تجهيزات السلامة داخل الأنفاق التي تأمن سلامة مستعملي هذا المقطع الذي سيضمن التنقل من العاصمة إلى البويرة في أقل من ربع ساعة ،كما سيختزل من مدة تنقل الأشخاص في اتجاه ولايات شرق البلاد ،علما أن شطر الشرق يدنو من إنهاء أشغاله ،كما هو معلوم أن شطر الغرب الذي يربط حدود ولايتي الشلف والحدود الغربية مع المملكة المغربية يعتبر عمليا منذ قرابة السنتين، هذا الإنجاز الذي اختصر المسافة بين العاصمة وغرب البلاد وقلص مدة التنقل بأزيد من ساعتين سيختصرها بما تبقى من تسليم للمقاطع المتبقية بشطر الشرق بنفس المدة، لتصبح مدة التنقل قريبا بين أقصى شرق البلاد وغربها وبين التاء والتاء قرابة السبع ساعات، وتتأكد قريبا المردودية الاقتصادية ونجاعة هذا المشروع المتوقعة حسب أولى دراسات المشروع بـ20 بالمائة.
السبت أبريل 14, 2012 11:11 am
